إنّ الدماغ والجهاز الهضمي مترابطان بطريقة وثيقة، إذ تؤثر العوامل النفسية الاجتماعية مثل الإجهاد النفسي، والاكتئاب، والقلق على فسيولوجية وطريقة عمل الجهاز الهضمي، بالإضافة إلى تأثيرها على مدى استجابة الدماغ للألم الناتج عن الجهاز الهضمي فيبدو أكثر حدة،[١] فما هي أمراض المعدة النفسية؟ وما هي أهم النصائح للتعامل معها؟

ما هي أمراض المعدة النفسية؟

يوجد العديد من أمراض الجهاز الهضمي التي تتأثر بالعامل النفسي، ومن أهمها نذكر:


1. متلازمة القولون العصبي (Irritable bowel syndrome)

من غير الواضح كيف يرتبط التوتر والقلق مع متلازمة القولون العصبي أو أيهما يؤدي إلى حدوث الآخر، لكن الدراسات تُظهر أنهما يمكن أن يحدثا معًا.[٢]


هناك عدة نظريات حول العلاقة التي تربط القولون العصبي مع التوتر والقلق:[٢]

  • إنّ الأشخاص الذين يعانون من القولون العصبي قد يكونون أكثر حساسية للمشاكل العاطفية.
  • إنّ المشاعر القوية مثل التوتر، والقلق، والاكتئاب قد تؤدي إلى تحفيز مواد كيميائية في الدماغ تعمل على تفعيل إشارات الألم في الأمعاء؛ مما يُسبب حدوث رد فعل من القولون.
  • قد يجعل التوتر والقلق العقل أكثر وعيًا بالتشنجات التي تحدث في القولون.
  • قد يتأثر الجهاز المناعي بالإجهاد النفسي؛ مما يؤدي إلى تحفيز متلازمة القولون العصبي.


2. الارتجاع المعدي المريئي (Gastroesophageal reflux disease)

يُعد الارتجاع المعدي المريئي من أهم الإجابات على سؤال "ما هي أمراض المعدة النفسية؟" فالعلاقة تبادلية بين ارتجاع حمض المعدة والحالة النفسية، إذ تُشير بعض الأدلة إلى أنّ التوتر والقلق قد يعملان على تحفيز ارتجاع الحمض المعدي المريئي أو قد يزيدان الأعراض سوءًا، كما أنّ الارتجاع المعدي المريئي يمكن أن يكون مصدرًا مهمًا للشعور بالتوتر والقلق لدى بعض الأشخاص.[٣]


وتم تفسير ذلك بناء على عدة نظريات كالتالي:[٣]

  • قد يقلل القلق والتوتر من الضغط الحاصل في العضلة العاصرة للمريء السفلية والتي تمنع ارتجاع حمض المعدة؛ مما يُسبب ارتخاءها وارتجاع حمض المعدة.
  • قد تسبب استجابة الجسم للإجهاد والقلق توترًا عضليًا طويل الأمد؛ مما يؤثر في العضلات المحيطة بالمعدة ويزيد الضغط عليها؛ مسببُا اندفاع الحمض للأعلى.
  • قد تؤدي مستويات القلق المرتفعة إلى زيادة إنتاج المعدة لأحماضها.


3. القرحة الهضمية (Stomach Ulcer)

إنّ السبب الرئيسي لحدوث القرحة الهضمية في الغالب هو الإصابة بعدوى الجرثومة الحلزونية (Helicobacter pylori) أو استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، ولكن أظهرت الأبحاث أنّ هناك علاقة بين التوتر والقرحة الهضمية، إذ غالبًا ما يُعاني الأشخاص المصابون بقرحة المعدة من مستويات عالية من التوتر في حياتهم اليومية.[٤]


كما أنّ الجسم يزيد من كمية حمض المعدة التي يُفرزها كرد فعل طبيعي منه عند التعرض للتوتر؛ والذي يجعل القرحة أكثر سوءًا.[٤]


4. فقدان الشهية العصبي (Anorexia nervosa)

إنّ المستويات المرتفعة من هرمون التوتر لا تؤدي إلى تغييرات في سلوكيات الأكل أو حدوث اضطرابات الأكل فقط، ولكن أولئك الذين يعانون من اضطرابات الأكل مثل فقدان الشهية العصبي يكونون أكثر عرضة للإصابة بالإجهاد والتوتر المزمن؛ إذ غالبًا ما يُعاني هؤلاء من مستويات عالية من القلق والتوتر، مما يؤدي إلى حدوث فقدان الشهية الناتج عن التوتر.[٥]


ويُعرف فقدان الشهية العصبي بأنه اضطراب في الأكل يتميز بانخفاض غير طبيعي في وزن الجسم، وخوف شديد من زيادة الوزن، إذ يولي المصابون بهذا الاضطراب أهمية كبيرة للمحافظة على وزنهم وشكلهم ويبذلون جهدًا كبيرًا لذلك.[٦]


5. التهاب القولون التقرحي (Ulcerative colitis)

التهاب القولون التقرحي هو مرض مناعي ذاتي يصيب الأمعاء الغليظة، ويحدث عندما يهاجم جهاز المناعة في الجسم الخلايا السليمة في القولون، ومن الجدير بالذكر، أنّ السبب الدقيق لالتهاب القولون التقرحي غير معروف، كما أنّ الإجهاد والتوتر ليسا سببين لحدوثه، ولكن يعتقد الباحثون أنّ التوتر من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم أعراض الحالة سوءًا.[٧]


نصائح للتعامل مع أمراض المعدة النفسية

بعد التعرف على إجابة سؤال "ما هي أمراض المعدة النفسية؟" لا بد من ذكر أنّه على الرغم من أنّ التوتر هو جزء طبيعي من الحياة ومن المستحيل تجنبه، إلا أنه يمكن التحكم به بحيث يقل تأثيره على المعدة والجهاز الهضمي ككل، وفيما يأتي بعض النصائح والإرشادات التي تُساعد في تقليل التوتر ومشاكل المعدة المتعلقة بها:[٨][٩]

  • ممارسة التمارين الرياضية واليوجا: إذ يُساعد النشاط البدني في تقليل التوتر؛ فممارسة الرياضة تُساعد في إفراز مواد كيميائية تسمى الإندورفين والتي تتفاعل مع مستقبلاتها في الدماغ وتؤدي إلى زيادة الشعور الإيجابي في الجسم.
  • ممارسة تمارين الاسترخاء: تُساعد تمارين الاسترخاء على الإحساس بالهدوء والتخلص من التوتر لساعات عديدة.
  • تجنب الأطعمة التي تُهيج المعدة: من المعروف أن بعض الأطعمة تسبب تهيج المعدة، والتي يجب تجنبها.
  • اتباع نظام غذائي مناسب: إذ يجب عليك تناول وجبات منتظمة ووجبات خفيفة طوال اليوم، مع تجنب تفويت أي من الوجبات.
  • مراجعة الطبيب: إذ لا يمكن علاج اضطرابات المعدة فقط عن طريق تقليل التوتر وحده، إنما يجب استشارة الطبيب ليصف بعض الأدوية المُناسبة للحالة.
  • العلاج السلوكي المعرفي: يُساعد هذا النوع من العلاج على اكتساب مهارات إدارة التوتر والعواطف، كما يُمكن أن يساعد أيضًا في تحديد الحالات النفسية التي تساهم في إجهاد الجهاز الهضمي.


المراجع

  1. "The gut-brain connection", health.harvard. Edited.
  2. ^ أ ب "Stress, Anxiety, and Irritable Bowel Syndrome", webmd. Edited.
  3. ^ أ ب "Acid reflux and anxiety: What to know", medicalnewstoday. Edited.
  4. ^ أ ب numerous studies, it's pretty,acid, a source of ulcers. "Can Stress Give You a Stomach Ulcer?", health.clevelandclinic. Edited.
  5. "What is stress-induced anorexia?", withinhealth. Edited.
  6. "anorexia nervosa", mayoclinic. Edited.
  7. "The Link Between Mental Health Disorders and Ulcerative Colitis", everydayhealth. Edited.
  8. "How to Calm an Anxious Stomach: The Brain-Gut Connection", adaa. Edited.
  9. "STRESS AND THE DIGESTIVE SYSTEM", caps. Edited.