إنّ التهاب المعدة مرضٌ شائعٌ جدًا عند الأطفال، ولعلّ العَرَض الرئيسي لالتهاب المعدة عند الأطفال هو آلام البطن المتكررة، وعسر الهضم، أو التقيؤ، وقد يعاني الأطفال الصّغار من قيءٍ مصحوبٍ بالدم كعَرَضٍ رئيسي.[١]


التهاب المعدة عند الأطفال

يحدث التهاب المعدة (Gastritis) عندما تتهيّج البطانة الدّاخلية المبطّنة للمعدة من الداخل، واستمرار تهيّجها لفتراتٍ طويلة يسبب تآكل جزءٍ من هذه البطانة، لتتشكّل القرح المفتوحة والتي تكون نازفةً في بعض الأحيان.[٢][٣]


أسباب التهاب المعدة عند الأطفال

تزيد مجموعة الأمور التالية من احتمالية إصابة الطّفل بالتهاب المعدة، وهي:[٤]

  • العدوى البكتيرية كجرثومة المعدة (H. pylori)، أو الفيروسية، أو الطّفيلية.
  • ابتلاع الطّفل لمادةٍ أو جسمٍ سامّ، كالبطارية مثلاً.
  • تلقّي الطّفل ضربة مباشرة على معدته.
  • تناول الطفل مسكّنات الألم (NSAIDs)؛ مثل الإيبوبروفين (Ibuprofen).
  • اضطرابات المناعة الذّاتية؛ مثل مرض السّكري، أو أمراض الغد~ة الدرقية، أو مرض كرون.


أعراض التهاب المعدة عند الأطفال

يسبب التهاب المعدة عند الأطفال مجموعة من العلامات والأعراض التالية:[٤]

  • ألم المعدة أو حرقة أو ألم عند الضّغط عليها.
  • امتلاء المعدة.
  • الغثيان والتقيؤ.
  • فقدان الشّهية.
  • رائحة الفم الكريهة.
  • الشّعور بالتّعب لأكثر من المعتاد.


دواعي مراجعة الطبيب

يجب مراجعة الطبيب في أقرب وقتٍ ممكن عند ملاحظة أيّ حالةٍ من الحالات التالية على الطّفل المُصاب بالتهاب المعدة:[٤]

  • فقدان الوعي.
  • الشّعور بالنّعاس الشّديد، أو مواجهة صعوبةٍ في الاستيقاظ.
  • تقيؤ الطفل للدم أو ما يُشبه القهوة المطحونة.
  • تبرّز الطفل لبراز مصحوبٍ بالدم أو لونه داكن على غير المألوف.




لا بدّ من طلب الطوارئ إن تمّ ملاحظة ما يلي على الطفل:

  • براز الطفل أسود اللون أو فيه خيوطٌ من الدم.
  • علامات الجفاف على الطفل.
  • ألم المعدة الذي لا يتوقف.
  • عدم قدرة الطفل على الاحتفاظ بالسّوائل لمدةٍ تزيد عن 8 ساعات.
  • عدم تحسّن الطفل بعد مرور يومين.
  • ظهور أعراض جديدة على طالفل؛ كالطّفح الجلدي أو التهاب الحلق أو آلام الأذن.



تشخيص التهاب المعدة عند الأطفال

يمكن تشخيص التهاب المعدة عند الأطفال من خلال الطّرق التالية:[٤][٥]

  • تحاليل الدم: للتحقق من علامات العدوى أو الجفاف أو فقر الدم.
  • تحاليل البراز: للتحقق من وجود جرثومة المعدة أو الميكروبات الأخرى المسببة لالتهاب المعدة في البراز.
  • تنظير المعدة أو الأمعاء: إذ يتمّ التحقق من وجود جرثومة المعدة أو الدم فيها، باستخدام أنبوبٍ مرنٍ وطويلٍ ورفيع مُزوَّد بكاميرا في نهايته، وخلال الإجراء قد يأخذ الطّبيب عينةً من أنسجة المعدة لفحصها.
  • اختبار التنفّس: يُظهِر هذا التحليل ما إذا كان الطّفل مُصابًا بجرثومة المعدة أم لا، ففيه يشرب الطفل سائلاً خاصًّا، ثمّ يتنفس الطفل في كيسٍ ورقي، لقياس مستوى ثاني أكسيد الكربون في أنفاسه، فالكميات المرتفعة من غاز ثاني أكسيد الكربون ستعني أنّ الطفل مُصابٌ بجرثومة المعدة.


علاج التهاب المعدة عند الأطفال

من المُحتمَل اختفاء التهاب المعدة عند الطّفل دون أيّ علاج، وعادةً ما يعتمد العلاج على الأعراض النّاتجة،[٤] وتعتبر رعاية الطفل المنزلية جزءًا أساسيًا من علاجه، خلال ذلك لا بدّ من ضمان مراجعة الطبيب بشكلٍ دوري، وخصوصًا إن كان الطفل لا يستجيب للعلاج ويعاني من أيّة أعراض تستدعي القلق، وتتمثّل رعاية الطفل في المنزل بما يلي:[٦]

  • تقديم جميع الأدوية التي يصفها الطبيب كما هي.
  • متابعة أوقات حدوث اضطراب المعدة عند الطفل؛ وتدوين جميع الأطعمة أو الأدوية أو الأمور التي تزيد سوء اضطراب معدة الطفل، لتجنّبها مستقبلاً.
  • مراقبة علامات الجفاف وفقدان جسم الطفل الكثير من الماء وعلاجها؛ المتمثّلة بجفافٍ شديد في الفم، وعيونٍ غارقة، وقلّة الدموع عند البكاء، وقلّة عدد مرات التبوّل، وافتقار الطفل للطاقة عند حمله.
  • الإكثار من تقديم السّوائل للطفل؛ كأنّ يتمّ تقديم رشفاتٍ من الماء أو المشروبات المحتوية على مزيج من السكر والملح والمعادن، ويجدر التّنويه إلى ضرورة تقديم هذه المشروبات عندما يعاني الطفل من التقيؤ أو الإسهال، لكن لا يجوز استخدامها كمصدرٍ وحيدٍ للطعام لأكثر من 12-24 ساعة.
  • التقليل من تقديم المشروبات الغازية والشوكولاتة للطفل؛ إذ إنها تحتوي على الكافيين الذي يُهيّج المعدة، وعند بدء تعافي الطفل يمكن تقديم الخبز المحمّص الجافّ أو البسكويت أو الموز أو الزبادي قليل الدسم أو الحبوب المطبوخة.



يُمنَع إعطاء الأطفال الأدوية بدون استشارة الطبيب، وخصوصًا الأدوية التي تحتوي في تركيبتها على الساليسيلات.




حماية الأطفال من التهاب المعدة

لحماية الطفل من الإصابة بالتهاب المعدة، هنالك مجموعة من النّصائح هي:[٤]

  • الاحتفاظ بالبطاريات والأزرار بعيدًا عن متناول أيدي الأطفال وفي مكانٍ لا يستطيعون الوصول إليه؛ فقد يسبب ابتلاعها مشاكل صحية للطفل، مع ضرورة الاحتفاظ بأغطية البطاريات مغلقة.
  • استخدام الأقفال على الأجسام الخطِرة بالنسبة للأطفال؛ لإبعادهم عنها.
  • عدم إعطاء الطّفل أطعمة تسبب له تهيّج المعدة؛ مثل البرتقال أو الصّلصات، وبدلاً من ذلك تقديم الأطعمة الصّحية، كالفواكه والخضراوات ومنتجات الألبان قليلة الدسم والبقوليات والخبز المصنوع من الحبوب الكاملة واللحوم منزوعة الدهون.
  • تشجيع الطّفل على تناول وجباتٍ صغيرة خلال اليوم؛ بدلاً من تناول وجبةٍ كبيرة واحدة، ومنع الطّفل عن تناول الطعام قبل النوم بـِ 3 ساعات على الأقلّ.
  • الامتناع عن التّدخين في محيط تواجد الطفل؛ فقد يؤدي الدّخان والمواد الكيميائية الموجودة فيه إلى ازدياد سوء أعراض التهاب المعدة عند الأطفال.
  • مساعدة الطفل على الاسترخاء وتقليل شعوره بالتوتر؛ عن طريق ممارسة تمارين التأمل واليوجا أو الاستماع للموسيقى الهادئة، فقد يزيد التوتر إفراز أحماض المعدة، مما يزيد التهاب المعدة سوءًا.


المراجع

  1. "Endoscopic Findings of Gastritis in Children", clinicaltrials.gov, Retrieved 20/12/2021. Edited.
  2. "Gastritis", www.mottchildren.org, Retrieved 21/12/2021. Edited.
  3. "Gastritis", www.nicklauschildrens.org, Retrieved 21/12/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح "Gastritis in Children", www.drugs.com, Retrieved 21/12/2021. Edited.
  5. "Gastritis", www.choc.org, Retrieved 21/12/2021. Edited.
  6. "Gastritis in Children: Care Instructions", myhealth.alberta.ca, Retrieved 21/12/2021. Edited.